- سلسلة مقالات "مهارات التعليم والتعلم الذاتي"
- 1553 قراءة
1 - مهارات التعليم والتعلم الذاتي: المقدمة
لكل إنسانٍ يحيا في هذا العصر صلةٌ وثيقةٌ بالتعليم، بمعنى أننا جميعًا أنا وأنت، هي وهو – على اختلاف مواقعنا وأدوارنا في هذه الحياة – لنا صلةٌ بالتعليم. فأنت واحدٌ من اثنين:
الأول يبحث عن معلومة يحل بها مشكلة أو يطور بها من نفسه ابتداءً من فتح مقطع على اليوتيوب لمعرفة الطريقة الصحيحة لغسل الأسنان وحتى الحصول على مساق تعليمي عن بعد من جامعة هارفارد.
والثاني يشرف على تعليم أبناءٍ صغارٍ ويطمح لتفوقهم الأكاديمي، وقد تكونَ أو تكونين الاثنين معًا.
السلم التعليمي مقابل الشجرة التعليمية
في الأحوال كلها رحلتك مع التعليم ستظل مستمرة، ذلك لأن السُّلم التعليمي قد استبدل في هذا العصر بالشجرة التعليمية، فبعد أن كان نمط التعليم يشكل سُلمًا يبدأ من تحديد مسارٍ تعليمي يصعده الفرد منذ التعليم الثانوي ثم يرتقي درجات هذا السلم رأسيًا حتى الوصول لدرجة الأستاذية في التعليم الجامعي، تحول النمط التعليمي الحالي إلى مصطلح "الشجرة التعليمية" حيث يتنقل الإنسان المعاصر بين فروع تلك الشجرة ويظل يدور أفقيًا ورأسيًا بين التخصصات المختلفة إلى جوار تخصصه الرئيس، فبدايةً من سنوات التعليم الأساسي وحتى سن التقاعد سيظل إنسان هذا العصر يدرس الجديد في علوم الحاسوب والبيانات وإدارة الأعمال والتصميم وغير ذلك من العلوم التي تتجدد باستمرار، ويُسهلُ هذا الأمر على الكثيرين التحول الكامل من تخصص إلى آخر. وبذلك يظل الإنسان متنقلًا في التعليم بين فروع المعارف والمهارات الجديدة طوال الوقت حتى ينال لقب "المتعلم الذاتي" ويحقق صفة "التعليم مدى الحياة" ويكتسب بذلك صفات المواطنة الرقمية في القرن الحادي والعشرين.
وإن كانت علاقتك بالتعليم من خلال أطفالك الذين تشرف على تعليمهم، فمن المؤكد أنك من هذه الزاوية تلاحظ السرعة المذهلة التي تتغير بها المهام التعليمية والواجبات المدرسية، الأمر الذي يتطلب فهمًا وأسلوبًا جديدًا، ومزيدًا من النصائح والحيل للتعامل مع هذه المواقف التعليمية الجديدة.
بناءً على ما سبق، فإن الأغلبية من سكان هذا الكوكب في حاجة ماسة إلى تحسين عملية التعليم وتعزيز مهاراتهم في هذا الميدان لتحقيق أهدافهم الذاتية والمهنية والاجتماعية وغيرها، ولذلك لابد من فهم عملية التعليم ومنهجيتها بغرض تيسيرها وتحقيق ثمارها بأقل كلفة من الوقت والمجهود والحفاظ على استمراريتها.
لقد شكلت هذه الأفكار دافعًا لنا في موقع تعليم لإنتاج سلسة مقالات أسبوعية، ثمان مقالات نحاول فيها معكم امتلاك مفاتيح التعليم ومهارات التعلم، وستكون هذه المقالات متدرجة في موضوعاتها كما يلي.
- نبدأ من مرحلة التعرف على قدراتنا التعليمية وأنواعٍ الذكاءات التي يتمتع بها كل فرد منا، ثم نناقش أنماط المتعلمين لكي نعرف لأي نوعٍ منهم ننتمي.
- بعد ذلك نستعرض دور علم الأعصاب التعليمي في تصميم عملية التعليم المناسبة لنا.
- ونبحث كيف نوظف التكنولوجيا في دعم عملية التعليم، وأفضل استراتيجيات التعليم النشط التي تجعل من تعليمنا عمليةً ممتعة.
- وبعد التعلم والتعليم نناقش معكم أي الأنواع من الذاكرة نمتلك، وكيف نثبت ونحمي ما تعلمناه من ضواري النسيان في عصر المشتتات.
عزيزي القارئ رحلة التعليم والتعلم التي بدأتها لن تتوقف ولا بد لهذه الرحلة من زادٍ يناسبها، ومفاتيحَ تفتح مغاليقها وتيسر سبلها، ومهاراتٍ تمكن صاحبها من السيطرة على عملية تعلمه المستمر، نرجو ونأمل لكم رحلةً ملؤها المتعة والاستفادة.
صورة المقال:
من هنا