3 - أنماط المتعلمين المختلفة ووسائل التعامل معها

لديك خمس حواس تستقبل المعلومات، تتعامل معها وترسلها للدماغ مما يساعده على معالجتها وإجراء الفعل المناسب إما ربط هذه المعلومات بخبرات سابقة أو تخزينها في الذاكرة أو إصدار قرار بشأنها، أو حتى إهمالها. إذن فالحواس الخمس هي البوابات الرئيسة لما ستكتسب من مهارات ومعارف فهل تتساوى هذه البوابات في تأدية هذا الدور أم أن هناك تفاوت فيما بينها؟
يتكئ الأفراد في تعليمهم على الحواس بدرجات مختلفة بين النظر والسمع والتذوق والشم واللمس، فعندما تذكر أمام شخص اسم طعامه المفضل قد يتبادر إلى ذهنه صورة هذا الطبق أو رائحته أو طعمه أو ملمسه وقد يتبادر إلى الذهن صوت مرتبط به كقرمشة رقائق البطاطس مثلًا، فما تفسير هذا الاختلاف؟
تلعب الحواس دورًا في اكتساب المعلومة والتعامل معها واسترجاعها من الذاكرة بعد ذلك، وتغلب لدى الفرد حاسة أو اثنتين على بقية حواسه تيسر عليه عمليتي التعلم والتذكر.
ولذلك يلاحظ المعلمون عند شرحهم للدروس تفاوت الطلاب في درجة استقبالهم واستيعابهم للمعلومة الواحدة، وأنه لا توجد طريقة واحدة للتعليم تناسب جميع المتعلمين.

أنماط المتعلمين


بناءً على ما سبق، وضع علماء التربية أنماطًا للمتعلمين تعتمد على حواس الفرد في المقام الأول، وعرفوا النمط التعلمي بأنه الطريقة المفضلة للفرد لاستيعاب المعلومات ومعالجتها وفهمها والاحتفاظ بها. وأشاروا إلى أهمية التنويع في وسائل عرض وتوصيل المعلومة للطلاب، وكذلك أكد هؤلاء العلماء على أهمية اكتشاف المعلمين للأنماط التعليمية لطلابهم لأن إغفال هذا التباين قد يؤدي ذلك إلى تأخر بعض الطلاب عن أقرانهم. وقد صنف علماء التربية المتعلمين إلى أربعة أنماط هي:
المتعلم البصري
المتعلم السمعي
المتعلم الحركي
المتعلم بالقراءة والكتابة

ترى، لأي أنماط المتعلمين أنت تنتمي أيها القارئ العزيز؟

المتعلم البصري

يتميز المتعلمون في هذا النمط بتفضيل المواد التعليمية البصرية في عرض المعلومات عليهم، وكذلك الوسائل التعليمية التي تساعد على خلق روابط مرئية بين الأشياء، المتعلم البصري ينخرط أكثر في عرض الصور والبطاقات الملونة، وفي الخرائط المفاهيمية التي تلخص أفكار المقال، والمخططات التي تعكس العلاقة بين بيانات مختلفة، فاستخدام معينات بصرية في الشرح يساعدهم في تذكر المعلومات بسهولة فيما بعد.
ويفضل للمتعلمين من هذا النمط:
الجلوس في المقدمة قريبًا من شاشة العرض / تدوين الملاحظات / واستخدام الرموز والإشارات والألوان.

المتعلم السمعي

يتميز المتعلمون السمعيون بأن لهم آذان صاغية، يميلون إلى تلقي المعلومات واكتسابها عن طريق السمع أكثر من الحواس الأخرى، ولذلك فالصوت هو المفتاح وكلمة المرور ولذا يميلون لقراءة الدروس بصوت مرتفع أو النقاش فيها مع الآخرين لأن ذلك يسهل تذكرها.
ويفضل للمتعلمين من هذا النمط:
إبعادهم عن المشتتات / تسجيل الدروس للاستماع لاحقًا والرجوع إليها / تشجيع المستمعين السمعيين على "تعليم الآخرين" شفهيًا.

المتعلم الحركي

يتميز المتعلمون الحركيون بالظهور في الأنشطة العملية يبذلون فيها أداءً أفضل ويحققون فيها نتائج أعلى، يتعلمون بشكل أفضل من خلال العمل وقد يصابون بالتوتر إذا أجبروا على الجلوس لفترات طويلة. تساعدهم المشاركة الجسدية في الاحتفاظ بالمعلومات بشكل أفضل لأنهم يميلون إلى تذكر ما يفعلونه أكثر من الأنشطة الأخرى.
ويفضل للمتعلمين من هذا النمط:
استثارتهم وتوجيه طاقاتهم الحركية / المسابقات الصفية / استراتيجيات التعلم النشط مثل اركض واكتب.

المتعلمون بالقراءة والكتابة

يتميز المتعلمون بالقراءة والكتابة بإدراك المعلومات عن طريق قراءتها وإعادة صياغتها وبالتالي استيعابها وسرعة تذكرها، يرتاحون للغاية للكلمة المكتوبة، ويمكنهم استيعاب المزيد من المعلومات عن طريق تكثيفها وإعادة صياغتها.
ويفضل للمتعلمين من هذا النمط:
إعادة كتابة وقراءة ملاحظاتهم الشخصية / تحويل الوسائل البصرية مثل المخططات والرسوم البيانية إلى فقرات نصية / إعادة تلخيص الدرس بأسلوبهم الخاص.
ولقد توسعت بعض الدراسات في أنماط المتعلمين فأضافت للأنماط السابقة أنماطًا جديدة مثل: المتعلمون بالمنطق الرياضي، والمتعلمون بالأنشطة الجماعية ولكن ما النمط الأفضل في التعليم؟

أفضل طريقة لتعلم


لا يمكن التنبؤ بأفضل طريقة للتعلم بالنسبة لك ولكن تستطيع الرجوع إلى الخبرات السابقة والحكم من خلالها، فعندما تنظر لدراستك في الماضي تخبرك اختياراتك بالطريقة المفضلة لك في التعليم.
لكن هل يتعلق الأمر بالنمط التعليمي فقط؟ بالطبع لا ولكن هناك مواقف تعليمية تفرض نمط محدد وحاسة معينة ولا تترك مجال لحاسة أخرى ولذلك نجد أننا متشابهون في أسلوب التعلم أكثر من كوننا مختلفين كذلك تقول أخصائية التعليم "بربرا هونج " وعلى سبيل المثال إذا أردت أن تعلم أحدا أين تقع سنغافورة فإن أفضل طريقة لذلك هو أن توضح مكانها على الخريطة، وإذا أردت التعرف على طعم الملح فأنت في غنى عن المخططات الذهنية لأن ذلك هو أفضل طريقة لتعليمها. وبالإضافة إلى ذلك فيمكن الاستعانة بمقاييس أساليب التعلم مثل مقياس فارك الموجود في الروابط المهمة أسفل المقال.
وفي الأخير نود أن نسأل، ما الفرق بين الذكاءات المتعددة وأنماط المتعلمين؟ نقول إن الذكاءات المتعددة تناقش القوى الفكرية في معالجة المعلومات بينما الأنماط التعليمية توضح البوابات التي تسهل عملية مرور هذه المعلومات إلى الدماغ وتسهل كذلك عملية استدعائها من الذاكرة. ولأنها المدخل الرئيس للمعلومات فقد ظهرت ضرورة معرفة الأنماط التعليمي للمعلم، ولولي الأمر لاكتشاف طلابهم وأطفالهم، وللمتعلمين ذاتيًا كذلك لما لها من دور فعال في تسهيل عمليتي التعلم والتذكر، الآن راجع المواقف التي تعلمت فيها واحتفظت ذاكرتك بالمعلومات لفترة طويلة، ترى هل كانت سمعية أم بصرية أم حركية أم بالقراءة والكتابة؟ شاركنا رأيك فنحن نهتم بالاستماع لكم.

المصادر


Different Types of Learners: What College Students Should Know
How to Engage the 7 Types of Learners in your Classroom
4 Types of Learning Styles: How to Accommodate a Diverse Group of Students
Understanding the 8 Types Of Learning Styles
رابط الصورة:

Photo by Kara Eads on Unsplash

روابط مهمة


مقياس أساليب التعليم
مقياس فارك لقياس أنماط التعلم

أنواع المتعلمين وطريقة تعليمهم وسلوكاتهم الشخصية
أنماط المتعلمين وخصائصهم
Discover Your Learning Style

صدر من هذه السلسلة:


1– مهارات التعليم والتعلم الذاتي: المقدمة


2 - – الذكاءات المتعددة في التعليم




قيم المقال